
نصائح جراحية
محتوى المقال
لكن نجاح العملية لا يتوقف فقط على الجراحة، بل يعتمد بشكل أساسي على النظام الغذائي بعد عملية الساسي، الذي يضمن التئام سليم، فقدان وزن مستمر، وتجنّب أي مضاعفات غذائية أو هضمية.
في هذا المقال، نوضح كل ما تحتاج معرفته: ما هي عملية الساسي؟ من هم المرشحون لها؟ ما مميزاتها وعيوبها؟ وكيف يبدو النظام الغذائي الصحيح بعد العملية خطوة بخطوة.
عملية الساسي (SASI – Single Anastomosis Sleeve Ileal Bypass) هي إحدى عمليات السمنة الحديثة التي تجمع بين مزايا عمليتين شهيرتين في إجراء واحد:
- تكميم المعدة: تقليل حجم المعدة للحد من كمية الطعام.
- تحويل المسار: تجاوز جزء من الأمعاء لتقليل امتصاص السعرات.
حيث تُعد عملية الساسي من الجراحات المزدوجة التي تهدف إلى إنقاص الوزن بكفاءة، وفي الوقت نفسه علاج بعض المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة مثل مقاومة الإنسولين، وارتفاع السكر في الدم، والكبد الدهني.
يتم إجراء العملية باستخدام المنظار الجراحي، وهي مناسبة للمرضى الذين يعانون من سمنة مفرطة، أو من لم يحققوا نتائج مرضية من التكميم وحده.
شكل عملية الساسي:
تتم عملية الساسي بخطوات دقيقة تشمل:
1. تكميم جزء كبير من المعدة: بحيث تبقى المعدة بحجم أصغر مما يساعد على تقليل كمية الطعام المتناول.
2. توصيل الجزء البعيد من الأمعاء بالمعدة مباشرة: ويتم تجاوز الاثنى عشر وجزء من الأمعاء الدقيقة دون قطعها، لتقليل امتصاص الدهون والسكر.
3. الحفاظ على مرور الطعام في المسار الطبيعي أيضًا بشكل جزئي: مما يقلل من احتمالية حدوث نقص شديد في الفيتامينات أو الإسهال المزمن كما في بعض عمليات تحويل المسار الكلاسيكية.
وبذلك، تجمع عملية الساسي بين تصغير المعدة وتقليل الامتصاص، مع المحافظة على توازن الجهاز الهضمي وقدرته على امتصاص العناصر الأساسية.
ما هي مميزات عملية الساسي؟
تتميز عملية الساسي بالعديد من النقاط التي تجعلها خيارًا مفضلًا في بعض الحالات، خاصةً لمن يعانون من سمنة مصحوبة باضطرابات في التمثيل الغذائي، ومن أبرز مميزات عملية الساسي:
- فقدان وزن سريع وفعّال خلال الشهور الأولى بعد العملية.
- تحسّن كبير في مرض السكر من النوع الثاني بفضل تقليل امتصاص السكر.
- تقليل الشهية للطعام نتيجة إزالة الجزء المسؤول عن إفراز هرمون الجوع.
- الاحتفاظ بجزء من الامتصاص الطبيعي مما يقلل من مضاعفات النقص الغذائي مقارنة بتحويل المسار الكامل.
- مناسب لمرضى السمنة الذين يعانون من ارتجاع المريء أو الكبد الدهني.
- نسبة أمان مرتفعة عند إجرائها على يد طبيب متخصص في جراحات السمنة بالمنظار.
- تحسين التمثيل الغذائي ومقاومة الإنسولين لدى مرضى ما قبل السكر.
وتجمع هذه العملية بين فعالية التكميم وميزة تحويل المسار، مما يجعلها أحد الحلول المتقدمة والمناسبة لشرائح واسعة من مرضى السمنة.
عيوب عملية الساسي:
رغم تعدد مزايا عملية الساسي، فإن لها بعض العيوب أو التحديات المحتملة التي يجب أخذها في الاعتبار قبل اتخاذ القرار بإجرائها، ومنها:
- قلة الخبرة الجراحية المتوفرة في بعض المراكز: كونها عملية حديثة نسبيًا، تتطلب جراحًا متمرسًا في هذا النوع من العمليات الدقيقة، وإلا ارتفعت احتمالية المضاعفات.
- احتمالية حدوث تسريب أو مضاعفات في مسار التوصيل: مثلها مثل أي جراحة سمنة، إذا لم تتم باحترافية قد يحدث تسريب عند نقاط التوصيل بين المعدة والأمعاء.
- نقص بعض الفيتامينات والمعادن على المدى الطويل: نتيجة تقليل الامتصاص، لذا يجب الالتزام بالمكملات الغذائية بشكل دائم تحت إشراف الطبيب.
- ليست مناسبة لكل مرضى السمنة: فمثلًا في حالات الارتجاع الشديد أو وجود مشكلات في الامتصاص لا تكون الخيار الأمثل دائمًا.
- ضرورة المتابعة الطبية المنتظمة: للحفاظ على النتائج وتفادي النقص الغذائي أو فقدان الوزن الزائد عن الحد.
من هم المرشحون لعملية الساسي؟
تُعد عملية الساسي خيارًا ممتازًا لفئة محددة من المرضى الذين تنطبق عليهم الشروط التالية:
- من لديهم سمنة مفرطة (مؤشر كتلة الجسم BMI فوق 40) أو بين 35 و40 مع أمراض مزمنة مثل السكر.
- مرضى السكر من النوع الثاني الذين لا يستجيبون للأدوية أو يعانون من مقاومة إنسولين.
- من خضعوا لعملية تكميم سابقة ولم يحققوا النتائج المطلوبة في فقدان الوزن.
- المرضى الذين يعانون من كبد دهني شديد مع زيادة وزن تؤثر على وظائف الكبد.
- من يرغبون في الحصول على نتائج فعالة دون فقدان امتصاص كامل للغذاء.
- من لا يفضلون عملية تحويل المسار الكامل بسبب آثارها الجانبية الهضمية.
وقبل اتخاذ القرار، يجب إجراء تقييم شامل للحالة الصحية من قِبل استشاري متخصص لتحديد ما إذا كانت الساسي هي الخيار المناسب.
النظام الغذائي بعد عملية الساسي:
يُعد النظام الغذائي بعد عملية الساسي من أهم عوامل النجاح واستقرار الحالة بعد الجراحة. وهو يُقسّم إلى مراحل تدريجية، تبدأ بالسوائل وتصل تدريجيًا للطعام الصلب:
الأسبوع الأول: السوائل الشفافة فقط
- ماء، شاي خفيف بدون سكر، مرقة صافية، جيلي بدون سكر.
- يُمنع الحليب والعصائر الثقيلة.
- يشرب المريض ببطء وعلى فترات متقطعة.
- لبن خالي الدسم، شوربة خالية من الدهون، عصائر طبيعية خفيفة.
- الزبادي السائل، بروتين سائل (حسب توصية الطبيب).
- خضار مسلوق ومضروب، بطاطس مهروسة، جبن قريش.
- بياض بيض، لحوم أو دجاج مهروس.
- مع تناول الطعام بكميات صغيرة جدًا ومضغ جيدًا.
- أكل طري وسهل المضغ مثل الأرز المهروس، الدجاج المسلوق، الزبادي.
- تُمنع تمامًا المقليات أو الأطعمة القاسية.
- يُنصح بالمضغ الجيد، وتقسيم الوجبات إلى 5 وجبات صغيرة.
- التركيز على البروتين والخضروات.
- الابتعاد عن السكريات والنشويات الزائدة.
ويهدف النظام الغذائي بعد عملية الساسي إلى حماية الجهاز الهضمي، وضمان التئام الوصلات الجراحية، مع تدريب المعدة الجديدة على نمط أكل صحي ومستقر.
معدل نزول الوزن بعد عملية الساسي:
يُعد معدل نزول الوزن بعد عملية الساسي سريعًا وفعّالًا، خاصة في أول 6 شهور من الجراحة. ويختلف المعدل حسب وزن المريض الأصلي، ونمط حياته، والتزامه بالنظام الغذائي والمتابعة الطبية. ويكون متوسط معدل نزول الوزن بعد عملية الساسي المتوقع:
- الشهر الأول: 6–10 كجم.
- نهاية الشهر الثالث: 15–20 كجم.
- نهاية الشهر السادس: 25–35 كجم.
- نهاية السنة الأولى: يفقد المريض من 70% إلى 85% من الوزن الزائد.
ولا يشمل هذا النزول فقدان الدهون فقط، بل أيضًا تحسن في مقاومة الإنسولين، تقليل حجم الكبد الدهني، واختفاء العديد من أعراض السمنة المصاحبة.
هل يرجع الوزن بعد عملية الساسي؟
من الناحية الطبية، يمكن أن يرجع الوزن بعد عملية الساسي إذا:
- لم يلتزم المريض بالنظام الغذائي على المدى الطويل.
- غابت المتابعة الدورية مع الطبيب أو أخصائي التغذية.
- عاد المريض إلى تناول السكريات بكثرة أو الأكل العاطفي.
- لم يمارس المريض أي نوع من النشاط البدني المنتظم.
لكن بشكل عام، لا يعود الوزن في الحالات التي تلتزم جيدًا بنمط الحياة الصحي، خصوصًا أن عملية الساسي تؤثر على الشهية والامتصاص، مما يُسهل المحافظة على الوزن الجديد.
تجربتي مع عملية الساسي:
تحكي إحدى المريضات تجربتها بعد خضوعها لعملية الساسي تحت إشراف الدكتور أحمد المصري:
"كنت أعاني من زيادة وزن وصلت إلى 40 كيلوجرامًا فوق وزني المثالي، مع مقاومة إنسولين وكبد دهني وتعب دائم.
بعد جلسة الاستشارة مع الدكتور أحمد المصري، قررت إجراء عملية الساسي لأني كنت بحاجة إلى حل مزدوج ينقص من وزني ويعالج مشاكلي الصحية.
تم إجراء العملية بالمنظار، ولم أشعر بأي آلام كبيرة بعدها، وكانت المفاجأة في سرعة نزول الوزن، فقد فقدت 8 كجم في أول شهر، و20 كجم بعد 3 شهور، واعتادت معدتي على كميات صغيرة من الأكل. كما تحسنت مستويات السكر في الدم، وانخفض الإنسولين، وأصبحت أكثر نشاطًا."
تكلفة عملية الساسي في مصر:
تختلف تكلفة عملية الساسي في مصر حسب عدة عوامل مثل خبرة الجراح، المركز الطبي، ومدى تطور الأدوات المستخدمة.
ومع الدكتور أحمد المصري، تُجرى العملية باستخدام أحدث تقنيات المنظار الطبي داخل مستشفى مجهزة بأعلى معايير الأمان والرعاية الطبية مقابل 75,000 جنيه مصري، ويشمل ذلك:
- الجراحة بالمنظار بأحدث الأدوات الطبية.
- الإقامة بالمستشفى.
- متابعة ما بعد العملية.
- إشراف فريق تغذية متخصص.
كما يمكن أيضًا إجراء العملية بالتقسيط لتسهيل اتخاذ القرار على المرضى.
وختامًا:
تمثّل عملية الساسي نقلة نوعية في مجال جراحات السمنة، خاصة لمن يعانون من سمنة مصحوبة باضطرابات في السكر أو التمثيل الغذائي. لكن لضمان نجاحها، يجب الالتزام التام بالنظام الغذائي في الأسابيع التالية للجراحة، ومتابعة الحالة الصحية مع الطبيب وأخصائي التغذية بشكل منتظم. ومع إشراف الدكتور أحمد المصري، وخبرته الواسعة في جراحات السمنة والمناظير، يمكنك خوض تجربة آمنة وفعالة نحو وزن صحي ونمط حياة أفضل.